الحرب في عين طفلةٍ هي أنا

 


منذ الأمس والأطفال في وجهي يصرخون طالبين الإنعتاق لا من المحتلّ ولكن من قضيّة موت المحتلّ التي أثقلت كاهلهم وفجّرت وتفجّر طفولتهم وأرواحهم وبراءتهم.... الأطفال لم يخلقوا ليموتوا أحياء بل خلقوا ليلعبوا ويمرحوا ويعلّموننا الحبّ والسلام... أما نحن فنحمّلهم جيلا بعد جيل رسالة أجدادهم القديمين الذين استبدلوا حبّهم الطفولي العفوي الفطري بحقدٍ لم تمحوه السنين طالبين الموت للغريب الذي احتلّ أرضهم. وكلّنا رحّل في هذه الدنيا لا نعرف من أيّ أرض أتينا وما الذي أتى بنا إلى أوطاننا الحالية. والتاريخ يكتبه أشخاص لمصلحتهم وتكتبه ديانات وجماعات وعقائد لمصلحتها... والأطفال يضرسون حتى الدم 😔

ألم يحن الوقت للإستسلام عن طريق مشيناه لمئة عام ولم يثمر إلا مزيدا من الدم والدمار والشتات؟!

في هذا المقال أقارب الأزمة من عين طفلتي التي استسلمت عن المجاهدة ومعاقبة نفسها ومعاقبة الجاني في قضيّتها، لتكتشف بُعداً آخر للحبّ والسلام يمكّنها من تخطّي الماضي وعيش الحاضر الذي هو خاصيّة من خصائص الأطفال.


المشهد المتكرّر يتخطّى إنسانيتنا ومشاعرنا وقدرتنا على التحمّل والاستيعاب، والدعوة للحرب ولموت الجناة لا تخلّف إلا مزيدا من الدم والخراب والدمار خاصة في أرواح ونفوس الأطفال الأبرياء من كلّ العقائد والديانات.


الموت ليس لأحد. وكفى.


📌كتبت هذا المقال وقررت نشره قبل يوم من مجزرة أطفال غزة 😔

https://amaromri.blogspot.com/2023/10/blog-post.html


الحرب في عين طفلةٍ هي أنا

حتى الآن وفي الأحاديث العادية التي أسمعها أستنتج ما يلي: ال"..." عدوّي / ال"..." عدوّي / ال"..." عدوّي وإن كان جاري... / أما ال"..." فكائن غريب عجيب لا يجب أن يوجد على وجه الأرض.

حتى الآن وفي قريتي يُمنع (بالتمنّي لا بالقانون) بيع الأراضي لأيّ "غريب". هذه من الأمور التي تغيظني خاصة وأنّ أهالي قريتي منتشرون في كلّ العالم كباقي اللبنانيين، نسافر إلى الخارج طالبين القبول والانخراط في باقي المجتمعات، ونُبقي على قُرانا فارغة أو منعزلة على نفسها لدرجة الموت، تحارب البطالة والعزلة محليّاً وتفتّش عن التنوّع والحضارة خارجاً.

مع ذلك أفهم أن وراء كلّ ذلك التناقض "خوفٌ وجوديّ" سببه ما آساه هذا الشعب في تصدّيه لهجوم أعدائه (المذكورين في الأعلى) المتكرّر واحداً تلو الآخر، وهكذا استُبدل التعايش بالعزلة فالموت، وبقي الحلّ الوحيد في "اللجوء إلى الغرب". نهرب من "الغرباء" في بلادنا لنكون "غرباء" في بلاد الآخرين. في كلتي الحالتين تحاول الحياة أن تُفهمنا معنى الغربة عن إنسانيّتنا إذ عجزنا عن التعايش مع المختلفين عنّا في اللون والجنس والجنسية والديانة والعقيدة... فمتى نفهم إنسانيّتنا ونستعيدها؟

ها أنا وطفلتي في ال43 من عمرنا وإنسانيّتنا محفوفة بالمخاطر على مدار الساعة.

*

أنا الطفلةُ شهدت الحرب من شقّ "البرداية" (الستارة). كُنّا مُجبرين على إطفاء الإنارة وإغلاق النوافذ والستائر حتى لا يستهدفنا "العدوّ" مباشرة.

أنا الطفلة عدوّي كان من يهجم ليقتلنا في عقر دارنا أي في قريتنا. وها هي عيني تختلف عن أعينكم فعدوّي ليس عدوّكم، فالحرب ما هي إلّا اختلاف في وجهات عين الناظر أقاتلاً كان أم مقتولا.

بعينيّ الطفلة كان عدوّي "..." قادماً من البراري منشداً بالصوت العالي "..."، ليفجّر أبناء قريتي أو من صادف مروره عبثاً في مكان الإنفجار.

لسنواتٍ طوال استمرّ حبسنا في قريتنا الصغيرة: الطريق إلى الأسفل مقطوع، والطريق إلى الأعلى مزروع بالألغام، وشبابنا يُقتلون كالصيصان صيداً واحداً تلو الآخر، جملة أم مفرّق.

كنّا تحت الإحتلال والأطفال لا يفهمون معنى الإحتلال كما ويعجزون عن فهم قضايا الكبار. فكيف إذا كان طريق الحوار بين الكبار والصغار مقطوعاً من أساسه؟! أنا الطفلة لم أكن أفهم شيئا واكتفيتُ بفتات الكلام الذي كنت أسرقه من أفواه الكبار وهم يتحدّثون فيما بينهم عن وضعنا المُذري. أنا الطفلة لم أسمع مَن يتكلّم عن "المحتلّ" إلا حين يأتي المخبرون على هيئة بائعي سجّاد يبيعون السجّاد في ديارنا ويجمّعون ما يحتاجونه من معلومات. كنت أنرعب من بائعي السجّاد كما أنرعب من "القادم من البراري منشداً بالصوت العالي...".

أثناء العمليات العسكرية والتفجيرات والمداهمات كنت ساكتة صامتة كصمت الكبار، والرعب في داخلي يأكلني ويفرمني حيث لا سبيل لجمع شتاتي والاكتئاب. عندما أنام أخبىء رأسي بالشراشف واللحاف لعلّها تخفت صوت القنابل والصواريخ ويستسلم رعبي للنعاس.

الحرب في عينيّ وأذنيّ طفلتي رعبٌ ما بعده رعب.

منذ نعومة أظفاري وأنا أنرعب من الستائر وما أدراك ما خلفها، ومن أصوات الدقّ على الأجراس والأبواب. رفاقي الأطفال انرعبوا مثلي ولكنّنا لم نتحدّث يوماً في هذا المجال. أكثر لعبة لعبناها في "الورق" (لننسى الحرب) هي لعبة "الحرب". بعضهم خسر في الحرب إخوة وآباء، أمّا أنا فلقد كنت من الأساس خاسرةًّ في لعبة الولادات والوفيّات. متُّ حين ولدتُ وها أنا من 43 سنة أرمّم في داخلي الحياة فيما "الحرب" مصرّة على تجديد تثبيت أنيابها فينا ومن حولنا في كلّ عام بصيغات مختلفة.

*

عندما ولدتُ وماتت أمّي، كبرتُ خارج جسدي وروحي محاصرةٌ بشعورٍ بالذنب قاتل، جعلني أعيش عجوزاً بجسد طفلة.

هو الموت كان يحاصرنا من كلّ الجهات، في حياتنا الشخصية وفي لبنانيّتنا، ولكن كان هناك من يرانا بعينيه "مع المحتلّ" فقط لا غير. سمح لنفسه ليجرّدنا من جنسيّتنا الحقيقيّة ويحوّلنا فقط إلى "مع المحتلّ" ما يعني إلى أعدائه الشخصيّين المباشرين.

حتى في المدرسة لم ندرس واقعنا هذا. درسنا تاريخ شعوب معقّد لم أفهم منه شيئا ولكنّي حفظته كالببغاء لأحافظ على تفوّقي المدرسيّ أنا العجوز العاجزة عن الحياة في تفاصيل واقعي خارج المدرسة. ما كان من الحرب إلّا إعجازنا وتعجيزنا أكثر فأكثر لأكون اليوم في ال43 من عمري ولا أفهم شيئا من واقعنا المعقّد كوطن في هذا العالم المعقّد.

أقرأ وأسمع روايات ومقاطع مصوّرة من هنا وهناك لأستنتج أنّي علمت أشياء وغابت وتغيب عنّي أشياء وأشياء، ولعلّه واقعنا جميعا حيث ندّعي المعرفة ونحن لا نعرف الحياد وبالتالي لا نحترف الموضوعية وننجرّ إلى الأحكام والإدانات.

في نشرات أخبار التلفزيونات والإذاعات كُنّا جزءا من مشهد تحرير الوطن من الإحتلال على أنّنا وكر الأعداء وعلى الوطن محاربتنا ب "السلاح"، وكأنّ قريتنا صحراء قاحلة على جبهاتها جيش حليف للإحتلال وخالية من البشر العاديّين والأطفال. ولكنّنا كنّا موجودين وما زلنا، بعضنا ترك أرضه وبعضنا بقي رغم الحصار.

نحن الأطفال لم يرانا أحد ولم يتحدّث باسمنا أحد، كُنّا مُغيّبين عن المشهد مُصنّفين أبناء العار أبناء ال" مع المحتلّ".

أنا الطفلة لم أكن على علمٍ بالقضيّة: لا قضيّة أهل قريتي ولا قضيّة من هاجمونا بالسلاح. كلّما تقدّم بي العمر فهمت أكثر وتفهّمت الظروف التي جرّتنا إلى عمق الحرب وفهمت (دون أن أتفهّم حتى الآن) أنّ المحاربة بالسلاح هي حجّة مبطّنة لاحتلال داخليّ من نوع آخر. في دولة فاشلة تَعاقب على احتلالها "الغرباء" كان وما زال الخوف الوجوديّ من الآخر هو محرّك أرواح أبنائها الغارقين بالفقر والعزلة عن الدولة وعن فرص العمل والعيش بكرامة، فيصبحون أداة سهلة في يد الزعماء والأقوياء الذين يتجذّرون على الكراسي فيما نُتّهم نحن بال... ونُحارب حتى الموت فالسجن فالنفي.

أنا الطفلة لم يكن المحتلّ عدوّي. عدوّي كان من يهجم ليقتلنا في عقر دارنا أي في قريتنا.

أنا الطفلة غنّيتُ - عندما كبرت - أغنيات لأرضنا دون أن أدري معناها ومغزاها الحقيقيّين. هي أغاني تخلّد "السلاح"، ولكنّي بمشاعر طفلتي اعتقدتها احتفالاً بنجاتنا من المعارك العسكرية مع عدوّي وبقائنا في أرضنا رغم الحصار.

كبرتُ الآن وفهمت ولم تعُد تعنيني تلك الأغنيات، فالأرض والوطن لم يعودا ملكنا حتى ولو تحرّرا من الإحتلال. أصبح وطننا رهينة السلاح...

حرَّرونا... وقاصصونا... ورُفع علم السلاح ولبنان، ومع ذلك لم يتحسّن وضع البلاد. بعد حرب أهليّة في مدن العاصمة وضواحيها لسنين طوال، عرفت البلادُ سلسلةً من الإنفجارات والإغتيالات ورحلة طويلة من العذابات مع انحلال ركائز الدولة وانهيار إقتصادي فريد من نوعه، واعتقالات لأصحاب الحقّ والمبادرات الثورية التغييرية (وإن كانت بالكلام)، خاصة بعد تفجير المرفأ على سكّانه ب"السلاح" المخزّن بين أرجل الناس...

أما أنا الطفلة العجوز فعدوّي ليس عدوّكم والحرب ما هي إلا اختلاف في وجهات عين الناظر أقاتلاً كان أم مقتولا.

*

أنا الطفلة كيف أتفهّم اليوم مَن يهلّلون للحرب في سبيل قضيّة. هل هم لبنانيون مثلي يا ترى؟ ما الذي يوصل الإنسان لهذه المرحلة من اللامبالاة بروحه وبأرواح غيره؟ هم مثلي أطفال كبروا بأجسادهم وعقولُهم بقيت أسيرة الظلمة السوداء. بعضنا غسل الصمت أدمغتنا فتهنا عن الحقيقة عن الحقائق، وبعضنا تقصّد ويتقصّد ذوو سلطة (آباء أمّهات - رجال دين - رجال دولة) غسل أدمغتهم بحجّة قضيّة تارة هي الأرض وتارة هي العرض وهلمّ جرّ. ما سرّ هذه العقائد التي تتحكّم بنا وتحدّد مصيرنا أقاتلين كنّا أم مقتولين؟!

يوجعني قلبي وأعجز عن فهم تلك المنظومة التي تخلق شرخاً خطيرا بين أبناء الوطن الواحد وسكان الكوكب الواحد. طفلةٌ أنا ما زلتُ، ومُخّي عاجز عن الفهم والتفكير وقلبي عاجز عن التعاطف والمواساة. بحجّة قضايا كثيرة سقوا فينا الكره ليصبح غريزة، فما عدنا نميّز بين الإنسان والأفعال.

منذ سنين وأنا أحاول تدريب نفسي على الفصل بين الإنسان وأفعاله، أصطدم دوماً بواقع مظلم من الكره والمؤامرة يملأ العالم من حولي.

*

كبرت ودخلت عالم الموسيقى فشاركتُ بأمسيات احتفالية بالقضية. في البداية سرتُ مع التيار إلى أن كبر في داخلي شعوري المستمرّ بالإنزعاج من مراسم متكرّرة شعرتُها بلا فائدة من أناس يتوارثون دور "الضحية" ولم يتمكّنوا من إيجاد حلول أخرى غير التضحية بأنفسهم في وجه الإحتلال.

أنا التي درّبتُ نفسي لعمر طويل على مواجهة الماضي لأغيّر ما أستطيع تغييره وتقبّل ما أعجز عن تغييره كحافز للتفتيش عن حلول أخرى لنموّي الشخصي في الحاضر، لكي لا أبقى عالقة في دهاليز الماضي مستلذّة بدور الضحيّة مفتّشة عن قتل نفسي وقتل الجاني في آن معا": كيف لي أن أتأقلم في مجتمع وفي ثقافة متسمّرة في الماضي تورث القضية لأصغر طفل من نسلها ومن نسل غيرها، ليكون الأطفال مشاريع موتى أو بالأحري ليولد الأطفال أموات؟!

الطفل بتكوينه يعيش في الحاضر لا في الماضي، والطفل الذي يحمل على كتفيه إرث أجداده من مئات السنين هو طفل محروم من أبسط حقوقه بالعيش الكريم فيما دماغه وقلبه وغرائزه مرهونة للقضية الماضية التي عجز الأجداد عن حلّها فأورثوها لأطفال الأمّة جمعاء.

ها هم الأطفال يُقتلون في الحاضر لأن "أرضا" لم تسع "الغرباء" في الماضي. طفلتي متأكّدة أنّه لو تُرك الناس العاديون لأنفسهم ولمشاعرهم حينها لوجدوا طريقة للتأقلم وفرض السلام، ولكن هناك من لم يسمح لهم وتدخّل حينها غاضباً لطرد "الغرباء"، وما زال حتى يومنا هذا يردّد (أقاتلاً كان أم مقتولا): الموت للمُحتلّ.

 

الموت ليس لأحد.

ما يُبنى على الكره نتيجته الحتميّة الموت والموت يجرّ الموت.

أنا الطفلة لا أريد أن أفهم شيئا من هذا التاريخ المعقّد لأنّ من كتبه كتبه لمصلحته الشخصية أو لمصلحة أحد ما، ومن أورثه لأطفاله حاكه على طريقته ولمصلحته.

مع كلّ شريط مصوّر أشاهده على الإنترنت أقرأ من تحته التعليقات لأتأكّد من أنّ الحرب ما هي إلّا اختلاف في وجهات عين الناظر أقاتلاً كان أم مقتولا. قد علمتُ أشياء وغابت وتغيب عنّي أشياء وأشياء وهذا واقعنا جميعاً.

*

الحياة للأطفال ولا شيء غير الحياة.

أنا الطفلة وجدت في العلاج النفسي حياة جديدة بعد أن كنتُ غارقة بالسواد لحدود الزوال. كلّنا بحاجة للعلاج واليوم أكثر من أيّ وقت مضى لأنّ تراكمات الموت فينا ومن حولنا باتت خطيرة وثقيلة من ماضينا إلى حاضرنا، ومن مسؤوليّتنا وحدنا مواجهتها وتخطّيها واستنباط الدروس الكثيرة منها مهما كانت الحقيقة مُرّةً وموجعة. هل نحن مستعدّون للتصدّي لآليّاتٍ تغسل أدمغتنا بالصمت والعقائد المرعبة حتى الموت؟

لم تكن الثورة يوماً تمويلاً من الخارج أو مسؤولية الجيران والحلفاء، وإنّما هي طاقة نابعة من داخل كلّ إنسان فينا كان يوماً طفلاً والأطفال قوّتهم في تركيزهم على حاضرهم وعيش اللحظة بملئها ممّا يجعلهم أكثر قدرة على الحبّ والمسامحة.

كم نحن بحاجة لأطفال أصحّاء نربّيهم على الحبّ وقبول الآخر المختلف عنّا في اللون والجنس والجنسيّة والديانة والعقيدة...

عندما يتألّف مجتمعنا من هكذا نوعيّة من الأطفال سنوقف موت الأطفال وسنسعى جاهدين للحلول البديلة، ربما حينها يمكننا بناء كيان دولة يحترم الأطفال والإنسان بكلّ ما للكلمة من معنى.

عشتم وعشنا في عالم يحبّ الأطفال.

 

قمر عمري 16.10.2023

واليوم 17.10.2023



في 《كره》 وسع المدى من كل الميلات. أفضّل سذاجتي على الكره السائد في هذا العالم وعلى نظرية 《المؤامرة》 التي يتنفّسها الجميع من حولنا، على نظرية 《البادي أظلم》، على نظرية 《العين بالعين والسنّ بالسنّ لا بل أكثر》، على نظرية 《نحن الضحايا منذ الأزل》، على نظرية 《هم الأعداء الشريرون بطبعهم منذ الأزل》...


ما زلت أنتظر المعالج النفسي الذي سيحكم في هذه القضية التي تجترّ نفسها وأطفالها منذ مئات السنين، ولكنّني ساذجة لدرجة أنّني أنسى أننا لم ننتخب معالجا نفسيا واحدا في هذا الكون الواسع ولم نننتخب حتى قادة حقيقيّين أصحّاء نفسيين وإنما انتخبنا رجال فساد متطرّفون للعنف والتجارة بالسلاح وبأرواح الضعفاء تارة بإسم الحضارة وتارة بإسم الدفاع عن النفس وتارة بإسم القضية وتارة بإسم الأخلاق..................


كم هو متناقض هذا العالم الذي نموت فيه ولا نعيش


وعلى_الدنيا_السلام


أغنيتي للطفل والطفولة

https://youtu.be/aVYIIw44xig?si=JMCSeejUsz-S8h9X



تعليقات