16 أيلول 2016 (7/29)




توجّهتُ باكراً من صيدون إلى رميش ومعهد "أنغام جنوبية" لتعليم الموسيقى
والذي تأسّس بجهود زميلتي "ميراي عبادو" (المحامية وعازفة القانون) وزوجها الموسيقي "وديع كلاكش"

هو "جنوبُنا" المُعاني دائما من نقص موارده
نعاني لنجد أبطالا في الموسيقى تسمح لهم الظروف بقطع مسافات طويلة للوصول إلى مراكزنا التعليمية وخاصة في مجال الموسيقى. كيف لا وأهل القرى غُرّبوا عن الفنّ سنين طويلة، ومن أراد منهم التعلّم لجأ إلى المدينة فسرقته من ذويه...

لأنّنا في صيدون نعاني
لم يمكنني إلا تلبية نداء من رميش والالتزام في تعليم المبتدئين الراغبين في تعلّم الإيقاع

رفضتُ لسنين طويلة مهنة التعليم
وها أنا أستمتع اليوم في تحفيز المواهب الصغيرة - الكبيرة، رغم الصّعوبات


من رميش توجّهتُ إلى بيروت
للمُشاركة مع أل"جاهدة" في عشاء لدعم مؤسسة "أمّ النور"
في سعيها للوقاية من المخدّرات وإعادة تأهيل المدمنين ودمجهم في المجتمع

هي أل"جاهدة" لا تغنّي في العشاءات إلا لدوافع إنسانيّة

في بداية الحفل (طبعا بعد كلمات القيّمين) وفي نهايته غنّت جاهدة وهبه الأم والوطن والحبّ.........
هو "المُدمن" يعيش في غربة عن ذاته وعن أرضه وعن ذويه
وإذ يلتقي من يمسكه بيده لينتشله من بقع الظلام يختبر ولادته بدم جديد ليرى نفسه ومن وما حوله بعيون جديدة

سهل الكلام وفعل كلّ "مِن جديد" صعب وأليم
وهنيئا لمن ينتصر

  


سهل الكلام وفعل كلّ "مِن جديد" صعب وأليم
وهنيئا لمن ينتصر




لصوت جاهدة مكانةٌ خاصّة في قلوب الكثيرين
لصوت جاهدة وأدائها حافز للموسيقيين (محترفين ومبتدئين وأنا منهم) في زمن "حفلات وأغاني السّوق"

غنّت جاهدة ل إديت بياف باللغة العربية "لا ما بندم ع شي" Rien de Rien
لتبقى كلماتُها الناطق الرسميّ بإسم كلّ موجوع ومتألّم توّاق للخلاص


لكلّ موسيقي محترف وبتميّز تقدير خاصّ منّي
في قريتي صيدون كانت فرحتي كبيرة في بداية عمر المراهقة، عندما علّمتنا مرّة المسؤولة عنّا أنذاك كيفية قراءة النوتة
كان يكفيني شرح واحد بسيط لأغوص في حبّ النوتة الموسيقية

لعلّني اليوم ومن خلال التعليم أساهم بدوري في تحفيز هذا الحبّ من حولي
يمتلك المحترفون المعلومات الهائلة والتقنية، ولعلّنا نحن المبتدئون نمتلك الطريقة، فيكمّل بعضنا الآخر

أحزن اليوم على سنين طويلة من عمري لم أجد فيها من يهبني طريقة تعلّم تلائم قدراتي
وها أنا اليوم أعود إلى المعهد بعد اقتناعي بأنّي مسؤولة عن طريقتي وطريقي

فليقتنع الكلّ بأنّ التمرّس اليومي والتدريب على الآلة الموسيقية هما الأساس
لا يتقدّم ولا يتميّز من لا يتمرّس


ألف تحيّة للجاهدة ولأعضاء الفرقة الموسيقية
وجودي (وأنا المبتدئة) معكم بحدّ ذاته إضافة في رحلة تعلّمي وحافز
ف شكراً





وتحيّاتٌ بالمثل لأعضاء "فرقة ماري - لين"
وقد غنّت بصوت جهور محترف بالأجنبية أثناء العشاء
هو التساؤل داخلي نفسه: ما سرّ انتمائنا لغيرنا أكثر من انتمائنا لأنفسنا
؟





تتوجّه جاهدة في 2 تشرين الأوّل إلى فرنسا للمشاركة في تكريم أصوات مصرية كبيرة من أم كلثوم إلى أسمهان
في مسرح "فونتينبلو"
التفاصيل على الرابط التالي

ولها أمسية موسيقية صوفية في مسرح المدينة، الحمرا - بيروت في 21 تشرين الأوّل
الفرقة الموسيقية بقيادة إيلي معلوف


كم أتمنّى أن يصدح صوتكِ يا جاهدة في صيدون
كم أتمنّى أن تجد أسطوانتك "إديت بياف بالعربي" من يدعمها لتبصر النور واثقة




لسماع مقطع من بياف بالعربي
(جاهدة أثناء التمرين) على الرابط التالي







من بيروت توجّهتُ في منتصف الليل عائدة إلى صيدون وأنا أعرف خطورة الليل خاصة في الجنوب
ولكن من يتحمّل حرّ بيروت وروائح النفايات المتراكمة في ظلّ غياب الوعي والشعور بالمسؤوليّة
ومن يتحمّل أزمات السير من الصباح وحتى المساء
؟


الساعة الواحدة والنصف بعد منتصف الليل، وصلتُ ووسائل التواصل الاجتماعي تهتف بصوت واحد
"يلّا رين، يلّا رين"
آل"صيدون" وأحباء أل"رين" ينتظرون بشوق وحماس نتائج مباراة "ملكة جمال البلديات"
وعيونهم شاخصةٌ إلى "رين الخوند" ممثلة بلدية صيدون وقد وصلت إلى المراتب الخمس الأولى


منذ بداية المباراة لم أتابع تفاصيلها لأنّي لا أعلّق آمالا كثيرة على مثل تلك المباريات
حيث تُهرق مبالغ طائلة تدافع عن مفهومٍ للجمال لا أجد له مبرّرا في دائرة قناعاتي الشخصية
رغم ذلك لم يمكنني إلا مشاركة رين فرحتها بهذه التجربة
متأثرة بمدى تعلّقها بصيدوننا ومثابرتها في تقديمها بأبهى حلّة، قلباً وقالباً
كيف لا وهي أل"رين"، ألملكة



رين الخوند تتخصّصُ في علم التغذية (بخاصة للرياضيين)
في الجامعة اليسوعية، بيروت
كم أتمنّى لها ولكلّ الطاقات الشبابية في صيدون تعاون قريب مع جمعية "تراب"
من أجل صيدون  قادرة ومُعافاة
...


رين الخوند تجمع الرياضة والرقص في فن "الزومبا"
و"تعطي" صفّا خاصا في صيدون، كلّ يوم سبت الساعة الرابعة
والكلّ مدعوّ للحركة كبارا وصغارا (والحركة بركة)

"تعطي" الصفّ أحيانا "ريف الخوند"
والإثنتان على قلوبنا غاليتان ولكلّ منهما إطلالة خاصّة وسحر خاصّ


صباح اليوم حملتُ نشاطي في تعليم الموسيقى في صيدون
ورقصتُ مع رين في صف الزومبا، بعد عودتها من المباراة حاملة لقب "محبوبة الكاميرا" Miss photogenic

أتمنّى ل رين حياة هادئة بعيدا عن مضارّ الكاميرات ووسائل الإعلام وأصحاب الشركات والأفكار التجارية
أتمنّى ل رين حياة مشغولة ب كلّ أنواع الفنون ولغات التعبير


قمر عمري
واليوم 17 أيلول (بسّ قطعت الساعة 12)






تعليقات